يوم كنت أركض خلف خطوات أمّّي ممسكاً بعباءتها خوف الضّياع سألْتها أن تشتري لي قطعة حلوى، توقفت ، نظرت إليّ وابتسمت آسفة، وهي تقلب جيبها الفارغ، قبضت بكفّها على يدي الصّغيرة، ومضت بي في أزقّة بلا حلوى.
راحت تحدّثني عن جارنا العجوز، بيته بلا لقمة خبز، وهو مريض، وأولاده مهاجرون، توقّفت ، جذبتني إلى حضنها الدّافئ: عندما ستصبح كبيرا، ستملك مالاً كثيراً، ويمتلئ بيتك بالطّعام، وستشتري الحلوى الذي تريد، وستنعم بحياة أفضل منّا
- أين أنت يا أمّي؟ سؤال أدهش الجموع المتراصّة حول الكوّة التي يُباع فيها الخبز، ويتدافع البؤساء للحصول على كيس يضمّ بضعة أرغفة لم تنضج، ولم يتق الله صانعها.
- أين أنت يا أمّي؟ كادت الجموع تدوسه بأقدام الوجع، والرّكض خلف لقمة العيش قبل حظر التّجوال في زمن وباؤه قاتل، وفقره قاتل، وجوعه قاتل.
تقدّم الشّباب من العجوز الذي سقط على الأرض باكياً يصرخ:
- أين أنت يا أمّي؟
امتلأت عيون الشّيوخ من النّساء والرّجال بدموع القهر: اهدأ يا عمّ.
- صرخ محتجاً: أمي خدعتني جعلتني أحلم بالخبز، وأحلم بالبيت، وأحلم بالتّلذّذ بقطعة حلوى. أمّي لم تقل لي أنني سأحسد جارها على سعادته، سعل بشدّة جعلت الناس يصرخون به، يتدافع بعضهم هاربين: إّنه مصاب بالكورونا، بينما توجّه آخرون نحو الكوّة يأخذون نصيبهم من الخبز.
راحت تحدّثني عن جارنا العجوز، بيته بلا لقمة خبز، وهو مريض، وأولاده مهاجرون، توقّفت ، جذبتني إلى حضنها الدّافئ: عندما ستصبح كبيرا، ستملك مالاً كثيراً، ويمتلئ بيتك بالطّعام، وستشتري الحلوى الذي تريد، وستنعم بحياة أفضل منّا
- أين أنت يا أمّي؟ سؤال أدهش الجموع المتراصّة حول الكوّة التي يُباع فيها الخبز، ويتدافع البؤساء للحصول على كيس يضمّ بضعة أرغفة لم تنضج، ولم يتق الله صانعها.
- أين أنت يا أمّي؟ كادت الجموع تدوسه بأقدام الوجع، والرّكض خلف لقمة العيش قبل حظر التّجوال في زمن وباؤه قاتل، وفقره قاتل، وجوعه قاتل.
تقدّم الشّباب من العجوز الذي سقط على الأرض باكياً يصرخ:
- أين أنت يا أمّي؟
امتلأت عيون الشّيوخ من النّساء والرّجال بدموع القهر: اهدأ يا عمّ.
- صرخ محتجاً: أمي خدعتني جعلتني أحلم بالخبز، وأحلم بالبيت، وأحلم بالتّلذّذ بقطعة حلوى. أمّي لم تقل لي أنني سأحسد جارها على سعادته، سعل بشدّة جعلت الناس يصرخون به، يتدافع بعضهم هاربين: إّنه مصاب بالكورونا، بينما توجّه آخرون نحو الكوّة يأخذون نصيبهم من الخبز.